السبت، ١١ أغسطس ٢٠٠٧

عبد المنعم رياض



كان " عبد المنعم رياض " طرازاً نادراً من العسكريين العرب ، فقد كانت له القدرة علي الرؤية الإستراتيجية ، و كان واحداً من قلائل يملكون الثقة في إمكانية الإنتصار في المعركة مع اسرائيل إذا إعطيت لها إمكانياتها و إختير توقيتها الملائم. و كان إيمانه بحتمية القتال لاسترداد الأرض ثابتاً ، و كان رأيه في ضرورة القتال يمتد إلي ما هو أبعد من المطلب العسكري ، إذا كان يعتبره قضية شرف حتي علي المستوي الفردي لكل مواطن ، و لم يكن يكف عن القول بأن ضرورة القتال أمر يتصل بكل رجل و كل أمرآة " في هذا البلد " ، و كان يقول " إننا لو خرجنا من هذه الأزمة بحل دبلوماسي حتي و إن كان مقبولاً ، فإن هذا البلد قد يتحول إلي مرتع للسماسرة بالنهار ، و مرتع للغواني بالليل ! " ربما كان تقديراً متعسفاً و لكن " عبد المنعم رياض " كان شديد الإقتناع به ، كما كان شديد الإقتناع بأن هناك إمكانيات قيادية لدي ضباط الجيش المصري لابد من إعطائها الفرصة ، " فالقادة العسكريون الكبار يصنعون ولا يولدون ، و الذي يصنعهم هو العلم و التجربة و الثقة و الفرصة ". و لم يكن في حديثه يكف عن لازمتين لم تغيبا قط عن لسانه :
  • العودة إلي سيناء حتمية.
  • ثم إن هناك الجبهة الشرقية ، و هي قائمة و يمكن أن تكون مؤثرة.

و كان " جمال عبد الناصر " يعتبر لأسباب كثيرة أن " عبد المنعم رياض " هو " قائد المعركة الكبيرة و المنتظرة ... و رجلها ".
و هكذا كان استشهاده صدمة حاول استيعابها ، و راح بعدها يتابع و يراقب و يفرز تصرفات القادة باحثاً عن رجل جديد للمعركة الكبيرة القادمة ، و في ذلك الوقت كانت تقديراته لها : ربيع سنة 1971

من كتاب : أكتوبر 73 السلاح و السياسة - محمد حسنين هيكل ، مركز الأهرام للترجمة و النشر 1993 ، صفحة 107

إقرأ عن عبد المنعم رياض علي الجزيرة - المعرفة - ملفات خاصة

شعر لنزار قباني من موقع دمشق أونلاين

نزار قباني

عبد المنعم رياض
في ذكرى رئيس الأركان المصري الذي استشهد على جبهة القتال في السويس 1969

لو يُقتَلونَ مثلما قُتلتْ..

لو يعرفونَ أن يموتوا.. مثلما فعلتْ

لو مدمنو الكلامِ في بلادنا

قد بذلوا نصفَ الذي بذلتْ

لو أنهم من خلفِ طاولاتهمْ

قد خرجوا.. كما خرجتَ أنتْ..

واحترقوا في لهبِ المجدِ، كما احترقتْ

لم يسقطِ المسيحُ مذبوحاً على ترابِ الناصرهْ

ولا استُبيحتْ تغلبٌ

وانكسرَ المناذرهْ…

لو قرأوا – يا سيّدي القائدَ – ما كتبتْ

لكنَّ من عرفتهمْ..

ظلّوا على الحالِ الذي عرفتْ..

يدخّنون، يسكرونَ، يقتلونَ الوقتْ

ويطعمونَ الشعبَ أوراقَ البلاغاتِ كما علِمتْ

وبعضهمْ.. يغوصُ في وحولهِ..

وبعضهمْ..

يغصُّ في بترولهِ..

وبعضهمْ..

قد أغلقَ البابَ على حريمهِ..

ومنتهى نضالهِ..

جاريةٌ في التختْ..

يا أشرفَ القتلى، على أجفاننا أزهرتْ

الخطوةُ الأولى إلى تحريرنا..

أنتَ بها بدأتْ..

يا أيّها الغارقُ في دمائهِ

جميعهم قد كذبوا.. وأنتَ قد صدقتْ

جميعهم قد هُزموا..

ووحدكَ انتصرتْ

ليست هناك تعليقات: