
و يُجْمِع أولئك الحضريون و الأعراب على مَقْت الأوروبيين القاهرين لهم و حقدِهم الشديد عليهم ، و يُضَحِّي الجزائريَُ ، الذي نَصِفه بالخلي المُتَرَدِّ المِكْسال القانع الوضيع المُتَزَيِّد ( ... ) ، بماله و نفسه ، و يشترك في كل عصيان و تمرد ، للخلاص من حكم الأجنبيّ الذي فتح بلاده ، و قد تَمَُ إبادةُ عرب الجزائر بوسائلَ منتظمةٍ كالتي اتخذها الأمريكيون لإبادة أصحاب الجلود الحُمر ، و لكن الذي أعتقده هو أن الفرنسيّ لن يستطيع حملَ الجزائريِّ على التفرنس ، و أن من المتعذر أن يسود السلام في قطرٍ واحد بين العرب و الفرنسيين الذين ينتسبون إلى عرقين مختلفين ، و قد سمعت هذا الرأي ، الذي يُجتْنَب تدوينه في الكتب عادةً ، من جميع أولي البصائر في الجزائر ، و إني أوافق عليه موافقة تامة.
من كتاب : حضارة العرب - غوستاف لوبون ، ترجمة عادل زعيتر - مهرجان القراءة للجميع ، مكتبة الأسرة 2000 ، صفحة 83
وَجب علي التنويه بأن الكاتب غوستاف لوبون فرنسي و هذا يفسر تحامله الشديد على الجزائريين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق