الجمعة، ٢١ سبتمبر ٢٠٠٧

المرأة البربرية


و يقتصر البربريُّ على زوجة واحدة ، و لا تتمتع المرأة البربرية بأكثرَ مما تتمتع به الأوروبيات من الحقوق ، و إن كانت في وِصايةٍ أقلَّ مما هُنَّ فيه.

و المرأةُ البربرية على جانبِ كبير من الحَمِيَّة ، و هي تحارب بجانب زوجها أحياناً ، و خَلدَ أُومِيرُس ذكرَها حين تَغَنى بخَبر تلك المَلِكة و النسوةِ المُتَرَجِّلات اللائي فَتَحْنَ بلاد لوبية و بعضَ آسيا الصغرى.

و من النساء البربريات من جَلَسْنَ على عرش المُلْك ، و يدلَ هذا الأمر ، الذي يَنْفِر منه العرب كثيراً ، على تباينهما في النظر إلى بعض الشئون.

و لَقِي العرب الأَمَرِّيْن في دور فتوحهم ، و ذلك من مقاومة المَلِكة البربرية الكاهنة التي أَلَّفَت بين كثير من قبائل البربر و تَسَلَّمَت القيادة و قاتلت العربَ و كُتِب لها النصر في المعركة الأولى و هَزَمَت العرب و استولت على جميع شمال إفريقية ، و لَمَّا عاود العرب الكَرَّةَ بجيش عَرَمْرَم عزمت الكاهنة على تخريب البلاد لمنعهم من فتحها ثانيةً ، فهَدَمَت جميع القُرَى التي كانت بين طرابلس الغرب و طنجة ، و كاد مصير شعب هذه السيدة ، التي ألقت الرُّعْب في قلوب العرب و الروم ، يكون غيرَ ما حدث لو لم تُقْتَل في إحدى المعارك.

من كتاب : حضارة العرب - غوستاف لوبون ، ترجمة عادل زعيتر - مهرجان القراءة للجميع ، مكتبة الأسرة 2000 ، صفحة 248

هناك تعليقان (٢):

اسامة يس يقول...

جميل يا درش... المعلومات عن المرأة البربرية ...
لك خالص التحية

درش يقول...

أي خدمة يا أسامة.
الموضوع كان جميل عن مرأة مناضلة تعمل في كل المجالات حتى القتال.
كل سنة و إنت طيب.