و يقتصر البربريُّ على زوجة واحدة ، و لا تتمتع المرأة البربرية بأكثرَ مما تتمتع به الأوروبيات من الحقوق ، و إن كانت في وِصايةٍ أقلَّ مما هُنَّ فيه.
و المرأةُ البربرية على جانبِ كبير من الحَمِيَّة ، و هي تحارب بجانب زوجها أحياناً ، و خَلدَ أُومِيرُس ذكرَها حين تَغَنى بخَبر تلك المَلِكة و النسوةِ المُتَرَجِّلات اللائي فَتَحْنَ بلاد لوبية و بعضَ آسيا الصغرى.
و من النساء البربريات من جَلَسْنَ على عرش المُلْك ، و يدلَ هذا الأمر ، الذي يَنْفِر منه العرب كثيراً ، على تباينهما في النظر إلى بعض الشئون.
و لَقِي العرب الأَمَرِّيْن في دور فتوحهم ، و ذلك من مقاومة المَلِكة البربرية الكاهنة التي أَلَّفَت بين كثير من قبائل البربر و تَسَلَّمَت القيادة و قاتلت العربَ و كُتِب لها النصر في المعركة الأولى و هَزَمَت العرب و استولت على جميع شمال إفريقية ، و لَمَّا عاود العرب الكَرَّةَ بجيش عَرَمْرَم عزمت الكاهنة على تخريب البلاد لمنعهم من فتحها ثانيةً ، فهَدَمَت جميع القُرَى التي كانت بين طرابلس الغرب و طنجة ، و كاد مصير شعب هذه السيدة ، التي ألقت الرُّعْب في قلوب العرب و الروم ، يكون غيرَ ما حدث لو لم تُقْتَل في إحدى المعارك.
من كتاب : حضارة العرب - غوستاف لوبون ، ترجمة عادل زعيتر - مهرجان القراءة للجميع ، مكتبة الأسرة 2000 ، صفحة 248
هناك تعليقان (٢):
جميل يا درش... المعلومات عن المرأة البربرية ...
لك خالص التحية
أي خدمة يا أسامة.
الموضوع كان جميل عن مرأة مناضلة تعمل في كل المجالات حتى القتال.
كل سنة و إنت طيب.
إرسال تعليق