و الوهابيون ، الذين هم أكثر نشاطاً من العرب الآخرين و أقلُّ اندفاعاً وراء عوامل الزمن ، أشدُّ العرب مكراً و غَيْرَةً ، قال بلغريف في وصف الوهابيين :
" يقل الوهابيون عن العرب الآخرين كرماً و إقداماً و مَرَحاً و صراحةً ، و يزيدون عليهم صبراً و حِكمَةً ، و يندر أن يَدُلَّ كلامهم على سرائرهم ، و هم حَزَمَةٌ بعيدو الهمة جبابرةٌ ذوو انتقام ، قُسَاةٌ نحو أعدائهم ، مشكوكٌ في مودتهم لغير بني قومهم ، و لذا فهم جديرون بأن يُسَمَّوا ، من غير تجَنٍّ و مع كل تحفظ ، بإسكتلنديي جزيرة العرب.
ووجوهُهم ذات صُلُود و عُبُوس مما لا يُرَى مِثْلُه في وجوه عرب الشمال الطليقة ، و لا يُؤْخذون بدوافع الساعة العتيدة ، و إذا ما ساروا فبعد تفكير و إنعام نظر."
" و يَقْدِرون بإرادتهم القوية و ثباتهم و جَلَدهم على تنظيم شؤونهم الاجتماعية و السيطرة على جيرانهم مع ما فيهم من الذكاء المحدود ، و لا ريب في أنهم سينتصرون ، بفضل اتحادهم المتين ، على أعدائهم الذين أضعفهم انقسامهم ، و أن سيادة القسم الأعظم من جزيرة العرب ستكون لدولتهم الوهابية و أن أطماعهم و آمالهم ستتحقق في أقرب وقت. "
" و تتجلى أخلاقهم في أدقِّ شؤون حياتهم الأهلية ، و يجب على من يرغب في مفاوضتهم ألا يسترسل في كلامه و أن يَزِن حركاتِه كما يفعل عندما يحادث أعداءه ".
من كتاب : حضارة العرب - غوستاف لوبون ، ترجمة عادل زعيتر - مهرجان القراءة للجميع ، مكتبة الأسرة 2000 ، صفحة 78
هناك تعليقان (٢):
فعلا الكلام صحيح و مزبوط جدا جدا و تحياتي
شكراً على تعليقك و إهتمامك
إرسال تعليق